المدير مدير الموقع
عدد الرسائل : 74 تاريخ التسجيل : 13/11/2007
| موضوع: تارودانت ومرحلة التجزئة الإثنين 5 يناير 2009 - 20:01 | |
| تارودانت ومرحلة التجزئة : ظلت تارودانت وفية لبيعة السلطان زيدان ابن أحمد المنصور، بل ظلت ملاذه وملجأه كلما ألم به خطر أو هدده منافس: فبتارودانت استجمع قواه يوم عاد خائبا من عند أتراك الجزائر سنة 1604م، وإليها تراجع بعد هزيمته أمام قوات ابن أخيه عبد الله بن المأمون بمراكش سنة 1607م، وفيها استأمن على نسائه وعياله و كل ثروته، يوم أخرجه الثائر ابن أبي محلى من عرشه بالقصر البديع بمراكش (1022هـ/ 1613م). بل إن سكان تارودانت والقبائل المحيطة بهم هم الذين تجندوا وراء الشيخ أبي زكريا يحيى الحاحي يوم هزم الثائر المذكور بمعركة جليز، وأرجع زيدان إلى عرشه 1613م. غير أن إخلال زيدان بشروط اتفاقه مع الشيخ يحيى الحاحي، والذي على أساسه هب لنصرته، جعل هذا الأخير يخلع بيعته ويخرج من طاعته، فأعلن نفسه أميرا على تارودانت وما يحيط بها. وهكذا تأسست إمارة الحاحيين بتارودانت فيما بين: (1023_1039هـ/ 1613- 1629م)، وقد ظل مؤسسها يحيى بن عبد الله يحاول توسيع نفوذه، على حساب زيدان بمراكش وأبي حسون السملالي (بودميعة) بإليغ، إلى أن توفي سنة : (1035هـ/ 1626م)، بعدما عرفت الإمارة في عهده استقرارا ورخاء، وحركة علمية نشيطة. ولا عجب، فيحيى هذا فقيه محدث، وعالم مشارك، وقطب صوفي مشهود له ولآله بالولاية، هب للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وسعى إلى إجراء الأمور على منهجها الشرعي، وفق ما تمليه عليه مكانته العلمية، و طبقا لما يقتضيه واجب العلماء تجاه الأمة.
ظل أبو حسون السملالي -أمير إليغ - يتحين الفرص للسيطرة على تارودانت، لكن قوة ورباطة جأش الشيخ يحيى قامت دائما حائلا بينه وبين مراده هذا. وهكذا كان عليه أن ينتظر وفاة يحيى ليخلو له الجو ويحقق مبتغاه، فقد دخلت تارودانت تحت سيطرته منذ (1039هـ/ 1629م)، وعانى سكانها كثيرا من جور واعتساف ولاته56 وخلفائه، إلى أن قضى المولى الرشيد العلوي على إمارتهم: عندما شتت جموعهم وهدم عاصمتهم إليغ سنة (1081هـ/ 1670م). وكان قبل ذلك قد دخل تارودانت في نفس السنة وأخضعها57، لتدخل منذ ذلك التاريخ تحت نفوذ الدولة العلوية.
| |
|